فصل: ذكر الأمة الثالثة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التنبيه والإشراف **


 والأمة الثالثة

اليونانيون والروم والصقالبة والإفرنجة ومن اتصل بهم من الأمم في الجربي وهو الشمال كانت لغتهم واحدة ويملكهم ملك واحد والأمة الرابعة‏:‏ لوبية منها مصر وما اتصل بذلك من التيمن وهو الجنوب وأرض المغرب إلى بحر أوقيانس المحيط لغتهم واحدة ويملكهم ملك واحد والأمة الخامسة‏:‏ أجناس من الترك الخرلخية والغز وكيماك والطغزغز والخزر ويدعون بالتركية سبير وبالفارسية خزران وهم جنس من الترك حاضرة فعرف اسمهم فقيل الخزر وغيرهم‏.‏

لغتهم واحدة وملكهم واحد والأمة السادسة‏:‏ أجناس الهند والسند وما اتصل بذلك لغتهم واحدة وملكهم واحد والأمة السابعة‏:‏ الصين والسيلي وما اتصل بذلك من مساكن ولد عامور ابن يافث بن نوح ملكهم واحد ولغتهم واحدة ثم كثر النسل وتجيلت الأجيال وتشيعت الشعوب والقبائل وافترقت اللغات وتفرعت وتجنست الأمم وتنوعت وتباينوا في الآراء والعبادات والمساكن والمناسك فهذه الأمم السبع كانت متمركزة بعضها من بعض‏.‏

لكل أمة منها ملك على حياله قدم جمعهم عبادة الأصنام كل أمة منها يعظمون أصناماً جعلوها مثالاً لآلهة غير الآلهة التي كان يجل مثلها غيرهم من الأمم تمثيلاً بما علا من الجواهر العلوية والأجسام السمائية التي هي الأشخاص الفلكية من السبعة النيرين وهما الشمس والقمر والخمسة وهي زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد وغيرها من ذوات التأثير في هذا العالم الأرضي‏.‏

وكانت شرائع كل أمة بحسب مناسكهم وحسب الجهات التي منها معايشهم وشيمهم الطبيعية التي فطروا عليها ومن يجاورهم من سائر الأمم‏.‏

قال المسعودي‏:‏ وقد ذكرنا في كتاب الاستذكار لما جرى في سالف الأعصار الذي كتابنا هذا تال له ومبني عليه - الاجتماعات السبعة المشهورة لحكماء هؤلاء الأمم السبع في سالف الدهر اجتمع في كل مجمع منها سبعة حكماء في أعصار مختلفة وأوقات متباينة عند حوادث وأحوال أوجبت اجتماعهم فجرى لهم فنون من البحث والنظر وضروب من الحكم والعبر بما يحدث في الدهر من الغير بتنقل الدول وتغير الملل والكلام في العالم ما هو وكيف هو ولما هو وما علته ومعلوله وظاهره وباطنه وحقائقه واختراع الأجسام وإنشائها وإلى ماذا يؤول هو بعد فنائها وغير ذلك من فنون الفحص وضروب البحث‏.‏

فإذ قد ذكرنا الأمم السبع ومساكنهم ولغتهم وآرائهم وما اتصل بذلك فلنذكر الآن الفرس وملوكهم وأعدادهم وما ملكوا من السنين‏.‏

وهو الأول من ملوكهم إلى يزدجرد بن شهريار آخرهم وعدة ما ملكوا من السنين جملة سني ملوك الفرس الأولى على طبقاتهم والطوائف والفرس والثانية وهم الساسانية أربعة آلاف سنة ومائة وأربعون سنة وخمس أشهر ونصف‏.‏

وقد ذهب كثير ممن عني بأخبار الفرس وملوكها وطبقاتها إلى أنه قد كانت فترات في ملك الفرس الأولى مقدارها من السنين ثلاثمائة سنة وإحدى وثلاثون سنة‏.‏

من ذلك الفترة بين ملك جيومرت وأوشهنج مائتا سنة وثلاث وعشرون سنة‏.‏

والفترة بين ملك أوشهنج وطهمورث مائة سنة وثمان سنين فإذا أضيفت سنو هذه الفترات إلى ما ذكرنا من السنين صار الجميع أربعة آلاف سنة وأربعمائة وإحدى وسبعين سنة وخمسة أشهر ونصفاً‏.‏